إنه وبلا مبالغة يمكننا القول ان الصيام أقدر طبيب تخسيس وأرخصهم علي الإطلاق، لانه يؤدي حتما إلي إنقاص الوزن، بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في
وقت الإفطار، وألا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبدأ إفطاره بعدد من التمرات لا غير أو بقليل من الماء ثم
يقوم إلي الصلاة، وهذا الهدي هو خير هدي لمن صام عن الطعام والشراب ساعات طوال، فالسكر المـوجود في التمر يشعر الإنسان بالشبع لأنه يصل بسرعة إلي الدم،
وفي نفس الوقت يعطي الجسم الطاقة اللازمة لمزاولة نشاطه المعتاد.
أما لو بدأت طعامك بعد جوع بأكل اللحوم والخضروات والخبز فإن هذه المواد تأخذ وقتا طويلا كي يتم هضمها ويتحول جزء منها إلي سكر يشعر الإنسان معه بالشبـع،
وفي هذا الوقت يستمر الإنسان في ملء معدته فوق طاقتها توهما منه أنه مازال جائعا، ويفقد الصيام هنا خاصيته المدهشة في جلب الصحة والعافية والرشاقة، بل يصبح
وبالا علي الإنسان حيث يزداد معه بدانة وسمنة، وهذا ما لا يريده الله تعالي لعباده بالطبع من تشريعه وأمره لعباده بالصوم
«شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي
للناس وبينات من الهدي والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» (البقرة 185)